شيخ محمد من أهالي قرية زرافكي التابعة لكوباني، أصيب أثناء هجمات مرتزقة داعش وتم أسره، ولبث قرابة عام ونصف لدى المرتزقة، تحدث بيرو لوكالة فرات للأنباء عن الفظائع والاعتداء والتعذيب والاغتصاب التي كانت يمارسها هؤلاء المرتزقة بحق الأهالي، وقال، يجب محاكمة هذا التنظيم الإرهابي عبر الطرق القانونية.  

وذكر بيرو إن صدمة الفظائع التي تعرضوا لها ليست سهلة وقال: "أثناء هجمات المرتزقة، سمعنا على الفور أصوات الرصاص، ولكي نعرف الموقف، صعد أحد رفاقنا إلى السطح، كان المرتزقة على بعد حوالي مائة متر منا، ثم هاجمونا وأطلقوا علينا الرصاص، أصبت في منطقة اعلى قلبي، وحاصروني، وأنا في تلك هذه الحالة، قاموا بتعذيبي، كانت ليلة سوداء، ولكن كان هناك ضوء القمر، كان جرحي ينزف بغزارة، وكان هناك بركة من الدماء على الأرض، كنت أسمع أصوات المرتزقة من كل مكان، ثم نقلوني إلى المشفى في منبج بسيارة الإسعاف، كانت يداي مقيدتان، وكانوا يعذبونني في الطريق إلى المشفى، كانوا ينتفون شواربي ولحيتي".

وذكر بيرو أنهم عذبوه دون انقطاع وتابع القول: "قال أحد قادة داعش هناك: اقتلوا هذا الشخص"، ثم أخذونا إلى قبو، استمر التعذيب في القبو، لم يعد لدي أمل في الحياة أو الخلاص، كنت أتذكر كلمة قائد داعش وأقول، سيقتلوننا هناك، دون أي تدخل طبي في جرحي، زجوني في السجن، بقي ذلك الجرح على هذا الحال لأيام وكانت تفوح منه رائحة، وبسبب تلك الرائحة لم أستطع التنفس، رفاقي الذين كانوا محتجزين في نفس المكان، كانوا يطالبون المرتزقة نقلي إلى المشفى، لكن قاموا بغسل جرحي فقط، ولم تتم مداواته، كان نهج وأسلوب هؤلاء المرتزقة بعيداً عن الأخلاق، ومن أجل، إخافتنا كانوا ينقلوننا بين الحين والآخر إلى مكان مختلف، كانوا يعصبون عيوننا، كنا ننتظر الموت، لكنهم كانوا يعذبوننا، كان هناك الكثير من الضغط ليس فقط من الناحية الجسدية ولكن أيضا من الناحية الصحية".

وذكر شيخ محمد بيرو أن المرتزقة كانوا يمارسون سياسة خاصة عبر الاعلام وقال:" كانوا يطلبون منا أن نقول كذا وكذا لوسائل اعلامهم، كانوا يعرضون لنا مشاهد الذبح وإحراق الجثث، ويجبروننا على مشاهدة الأفلام الوحشية".

وفي نهاية حديثه، أشار شيخ محمد بيرو إلى أن مرتزقة داعش ترتكب أعظم الفظائع بحق الإنسانية، وقال: "بالإضافة إلى المجازر والإبادة والتعذيب والاعتداءات والاغتصاب، قطع رؤوس المئات من النساء والأطفال والرجال، يجب محاكمة مرتزقة داعش ومعاقبتهم بالطرق القانونية".